تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مَسۡجِدٗا ضِرَارٗا وَكُفۡرٗا وَتَفۡرِيقَۢا بَيۡنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَإِرۡصَادٗا لِّمَنۡ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ مِن قَبۡلُۚ وَلَيَحۡلِفُنَّ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّا ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (107)

{ والذين اتخذوا مسجدا ضرارا . . . } إلى قوله : { والله عليم حكيم } تفسير الحسن " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حين غزوة تبوك نزل بين ظهراني الأنصار وبنى مسجد قباء -وهو الذي أسس على التقوى- وكان المنافقون من الأنصار بنوا مسجدا ؛ فقالوا : نميل به فإن أتانا محمد فيه وإلا لم [ . . . . ]{[439]} ونخلوا فيه لحوائجنا ونبعث إلى أبي عامر الراهب لمحارب من محاربي الأنصار كان يقال له : أبو عامر الراهب ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسره فيأتينا ؛ فنستشيره في أمورنا ، فلما بنوا المسجد ؛ وهو الذي قال الله -عز وجل- : { الذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين } أي : بين جماعة المؤمنين { وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل } يعني : أبا عامر ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظر الوحي لا يأتيهم ولا يأتونه ، فلما طال ذلك عليه دعا بقميصه ليأتيهم ، فإنه ليزره عليه إذ أتاه جبريل ، فقال : { لا تقم فيه أبدا } .


[439]:طمس في الأصل.