ولما ذكر أصناف المنافقين وبين طرائقهم المختلفة قال : { والذين اتخذوا } كأنه قال : ومنهم الذين اتخذوا . في الكشاف : أن محله النصب على الاختصاص ، أو الرفع على الابتداء وخبره محذوف أي وممن وصفوا هؤلاء الأقوام . قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وعامة أهل التفسير : كانوا اثني عشر رجلاً بنوا مسجداً يضارّون به مسجد قباء . وروي أن بني عمرو بن عوف لما بنوا مسجد قباء بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم فأتاهم فصلى فيه فحسدتهم إخوانهم بنو غنم بن عوف وقالوا : نبني مسجداً كذلك .
واعلم أنه سبحانه حكى أن الباعث لهم على هذا العمل كان أموراً أربعة : الأول الضرار وهو المضارة والثاني الكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالإسلام وذلك أنهم أرادوا تقوية أهل النفاق ، والثالث التفريق بين المؤمنين لأنهم أرادوا أن لا يحضروا مسجد قباء فتقل جماعتهم ولاسيما إذا صلى النبي في مسجدهم فيؤدي ذلك إلى اختلاف الكلمة وبطلان الألفة ، والرابع قوله : { وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله } وقوله { من قبل } يتعلق ب { حارب } أي من قبل بناء مسجد الضرار . وقال في الكشاف : إنه متعلق ب { اتخذوا } والمراد من قبل أن ينافق هؤلاء بالتخلف . قال الزجاج : الإرصاد الانتظار . وقال ابن قتيبة : الانتظار مع العداوة . وقال الأكثرون : إنه الإعداد . والمراد بمن حارب أبو عامر الراهب والد أبي حنظلة الذي غسلته الملائكة ، وسماه رسول الله الفاسق وكان قد تنصر في الجاهلية وترهب وطلب العلم فلما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم عاداه لأنه زالت رياسته وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد : لا أجد قوماً يقاتلونك إلا قاتلتك معهم فلم يزل يقاتله إلى يوم حنين ، فلما انهزمت هوازن خرج هارباً إلى الشام وأرسل إلى المنافقين أن استعدوا بما استطعتم من قوة وسلاح فإني ذاهب إلى قيصر وآتٍ بجنود ومخرج محمداً وأصحابه من المدينة ، فبنوا مسجداً وانتظروا أبا عامر ليصلي بهم في ذلك المسجد . ثم أخبر الله تعالى عن نفاقهم بقوله : { وليحلفن إن أردنا } أي ما أردنا ببناء هذا المسجد { إلا } الخصلة { الحسنى } وهي الصلاة وذكر الله والتوسعة على المسلمين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.