مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{فَضَرَبۡنَا عَلَىٰٓ ءَاذَانِهِمۡ فِي ٱلۡكَهۡفِ سِنِينَ عَدَدٗا} (11)

ثم قال تعالى : { فضربنا على آذانهم } قال المفسرون : معناه أنمناهم وتقدير الكلام أنه تعالى ضرب على آذانهم حجابا يمنع من أن تصل إلى أسماعهم الأصوات الموقظة والتقدير ضربنا عليهم حجابا إلا أنه حذف المفعول الذي هو الحجاب كما يقال بنى على امرأته يريدون بنى عليها القبة ثم إنه تعالى بين أنه إنما ضرب على آذانهم في الكهف وهو ظرف المكان وقوله { سنين عددا } ظرف الزمان وفي قوله { عددا } بحثان . الأول : قال الزجاج ذكر العدد ههنا يفيد كثرة السنين وكذلك كل شيء مما يعد إذا ذكر فيه العدد ووصف به أريد كثرته لأنه إذا قل فهم مقداره بدون التعديد أما إذا أكثر فهناك يحتاج إلى التعديد فإذا قلت أقمت أياما عددا أردت به الكثرة .

البحث الثاني : في انتصاب قوله عددا وجهان . أحدهما : نعت لسنين المعنى سنين ذات عدد أي معدودة هذا قول الفراء وقول الزجاج وعلى هذا يجوز في الآية ضربان من التقدير ، أحدهما : حذف المضاف . والثاني : تسمية المفعول باسم المصدر . قال الزجاج : ويجوز أن ينتصب على المصدر ، المعنى تعد عدا .