الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَضَرَبۡنَا عَلَىٰٓ ءَاذَانِهِمۡ فِي ٱلۡكَهۡفِ سِنِينَ عَدَدٗا} (11)

قوله : { فَضَرَبْنَا } : مفعولُه محذوفٌ ، أي : ضَرَبْنا الحجابَ المانعَ . و { عَلَى آذَانِهِمْ } استعارةٌ للزومِ النوم . كقول الأسود :

ومن الحوادِث لا أبالَكِ أنني *** ضُرِبَتْ عَلَيَّ الأرضُ بالأَسْدادِ

وقال الفرزدق :

ضَرَبَتْ عليكَ العَنْكَبوتَ بنَسْجِها *** وقَضَى عليك به الكتاب المُنَزَّلُ

ونصَّ على الآذان لأنَّ بالضرب عليها خصوصاً يَحْصُلُ النومُ .

وأمال " آذانهم " . . . .

و " سنينَ " ظرفٌ ل " ضَرَبْنا " . و " عَدَداً " يجوزُ فيه أن يكونَ مصدراً ، وأن يكون فَعَلاً بمعنى مَفْعول كالقَبْض والنَّقَص . فعلى الأولِ يجوز نصبُه مِنْ وجهين : النعتِ ل " سنين " على حَذْفٍ ، أي : ذوات عدد ، أو على المبالغةِ ، والنصبُ بفعلٍ مقدرٍ ، أي : تُعَدُّ عدداً . وعلى الثاني : نعت ليس إلا ، اي : معدودة .