فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَضَرَبۡنَا عَلَىٰٓ ءَاذَانِهِمۡ فِي ٱلۡكَهۡفِ سِنِينَ عَدَدٗا} (11)

{ فَضَرَبْنَا على آذَانِهِمْ } قال المفسرون : أنمناهم . والمعنى : سددنا آذانهم بالنوم الغالب عن سماع الأصوات ، والمفعول محذوف أي : ضربنا على آذانهم الحجاب تشبيهاً للإنامة الثقيلة المانعة من وصول الأصوات إلى الآذان بضرب الحجاب عليها ، و{ فِي الكهف } ظرف لضربنا ، وانتصاب { سِنِينَ } على الظرفية ، و{ عَدَدًا } صفة لسنين ، أي : ذوات عدد على أنه مصدر ، أو بمعنى : معدودة على أنه لمعنى المفعول ، ويستفاد من وصف السنين بالعدد الكثرة .

قال الزجاج : إن الشيء إذا قلّ فهم مقدار عدده فلم يحتج إلى العدد ، وإن كثر احتاج إلى أن يعدّ . وقيل : يستفاد منه التقليل لأن الكثير قليل عند الله : { وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ ممَّا تَعُدُّونَ } [ الحج : 47 ] .

/خ16