قوله : { فَضَرَبْنَا } : مفعوله محذوف ، أي : ضربنا الحجاب المانع ، و " عَلَى آذانِهم " استعارة للزوم النوم ؛ كقول الأسود : [ الكامل ]
ومن الحوادث لا أبا لكِ أنني ضُربَتْ عليَّ الأرضُ بالأسْدادِ{[20833]}
ضَربتْ عَليْكَ العَنْكبُوتُ بِنَسْجِهَا *** وقضَى عَليْكَ بهِ الكِتابُ المُنزَلُ{[20834]}
ونصَّ على الآذان ؛ لأنَّ بالضَّرب عليها خصوصاً يحصل النَّومُ . وأمال " آذانهم " .
قوله : { فِي الكهف } وهو ظرف المكان ، ومعنى الكلام : إنَّما هم في الكهف ، واسمه خيرم ، واسم الجبل الذي هو فيه [ مخلوس ]{[20835]} .
وقوله : " سِنينَ " ظرف " زمان " ل " ضَربْنَا " و " عَدداً " يجوز فيه أن يكون مصدراً ، وأن يكون " فعلاً " بمعنى مفعول ، أي من باب تسمية المفعول باسم المصدر ، كالقبض والنَّقض .
فعلى الأول : يجوز نصبه من وجهين :
أحدهما : النعت ل " سنين " على حذف مضافٍ ، أي : ذوات عدد ، أو على المبالغة على سبيل التأكيد والنصب بفعلٍ مقدرٍ ، أي : تعدُّ عدداً .
وعلى الثاني : نعتٌ ليس إلا ، أي : معدودة .
[ ذكر العدد هنا على سبيل التأكيد ] {[20836]} قال الزجاج : ذكر العدد ها هنا يفيد كثرة السِّنين ، وكذلك كل شيءٍ ممَّا يعدُّ إذا ذكر فيه العددُ ، ووصف به ، أريد كثرته ؛ لأنَّه إذا قلَّ ، فهم مقداره بدون التعديد ، أمَّا إذا كثر فهناك يحتاج إلى التعديد ، فإذا قلت : أقمتُ أيَّاماً عدداً ، أردتَّ به الكثرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.