مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{لَوۡ أَنزَلۡنَا هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ عَلَىٰ جَبَلٖ لَّرَأَيۡتَهُۥ خَٰشِعٗا مُّتَصَدِّعٗا مِّنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ} (21)

ثم إنه تعالى لما شرح هذه البيانات عظم أمر القرآن فقال :

{ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله } والمعنى أنه لو جعل في الجبل عقل كما جعل فيكم ، ثم أنزل عليه القرآن لخشع وخضع وتشقق من خشية الله .

ثم قال : { وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون } أي الغرض من ذكر هذا الكلام التنبيه على قساوة قلوب هؤلاء الكفار ، وغلظ طباعهم ، ونظير قوله : { ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة } .