تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{لَوۡ أَنزَلۡنَا هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ عَلَىٰ جَبَلٖ لَّرَأَيۡتَهُۥ خَٰشِعٗا مُّتَصَدِّعٗا مِّنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ} (21)

ثم وعظهم ، فقال :{ لو أنزلنا هذا القرآن } الذي فيه أمره ونهيه ، ووعده ووعيده ، وحرامه وحلاله { على جبل } وحملته إياه { لرأيته } يا محمد { خاشعا } يعني خاضعا { متصدعا من خشية الله } فكيف لا يرق هذا الإنسان ولا يخشى الله فأمر الله الناس الذين هم أضعف من الجبل الأصم الذي عروقه في الأرض السالعة ورأسه في السماء أن يأخذوا القرآن بالخشية والشدة ، والتخشع ، فضرب الله لذلك مثلا ، فقال :{ وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم } يعني لكي { يتفكرون } آية في أمثال الله فيعتبروا في الربوبية .