أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{لَوۡ أَنزَلۡنَا هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ عَلَىٰ جَبَلٖ لَّرَأَيۡتَهُۥ خَٰشِعٗا مُّتَصَدِّعٗا مِّنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ} (21)

شرح الكلمات :

{ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل } : أي وجعلنا فيه تميزاً وعقلاً وإدراكاً .

{ لرأيته خاشعاً متصدعاً } : أي لرأيت ذلك الجبل متشققاً متطامناً ذليلاً .

{ من خشية الله } : أي من خوف الله خشية أن يكون ما أدى حقه من التعظيم .

{ وتلك الأمثال نضربها للناس } : أي مثل هذا المثل نضرب الأمثال للناس .

{ لعلهم يتفكرون } : أي يتذكرون فيؤمنون ويوحدون ويطيعون .

المعنى :

قوله تعالى : { لو أنزلنا هذا القرآن . . . } لما أمر تعالى في الآيات السباقة ونهى ووعظ وذكر بما لا مزيد عليه أخبر أنه لو أنزل هذا القرآن العظيم على جبل بعد أن خلق فيه إدراكاً وتمييزاً كما خلق ذلك في الإِنسان لُرُؤِيَ ذلك الجبل خاشعاً متصدعاً متشققاً من خشية الله أي من الخوف من الله لعله قصّر في حق الله وحق كتابه ما أداهما على الوجه المطلوب ، وفي هذا موعظة للمؤمنين ليتدبرا القرآن ويخشعوا عند تلاوته وسماعه . ثم أخبر تعالى أنّ ما ضرب من أمثال في القرآن ومنها هذا المثل المضروب بالجبل . يقول نجعلها للناس رجاء أن يتفكروا فيؤمنوا ويهتدوا إلى طريق كمالهم وسعادتهم .

الهداية

من الهداية :

- بيان ما حواه القرآن من العظات والعبر ، والأمر والنهى والوعد والوعيد الأمر الذي لو أن جبلاً ركب فيه الإِدراك والتمييز كالإِنسان ونزل عليه القرآن لخشع وتصدع من خشية الله .

- استحسان ضرب الأمثال للتنبيه والتعليم والإِرشاد .