مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (18)

ثم إنه تعالى رجع إلى موعظة المؤمنين فقال : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد } . الغد : يوم القيامة سماه باليوم الذي يلي يومك تقريبا له ، ثم ذكر النفس والغد على سبيل التنكير . أما الفائدة في تنكير النفس فاستقلال الأنفس التي تنظر فيما قدمت للآخرة كأنه قال : فلتنظر نفس واحدة في ذلك ، وأما تنكير الغد فلتعظيمه وإبهام أمره كأنه قيل : الغد لا يعرف كنهه لعظمه .

ثم قال : { واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون } كرر الأمر بالتقوى تأكيدا أو يحمل ( الأول ) : على أداء الواجبات ( والثاني ) : على ترك المعاصي .