فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لَوۡ أَنزَلۡنَا هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ عَلَىٰ جَبَلٖ لَّرَأَيۡتَهُۥ خَٰشِعٗا مُّتَصَدِّعٗا مِّنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ} (21)

{ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ( 21 ) } .

لو شاء الله تعالى للجبال أن تمنح قوة مدركة وعقلا تعي به ما حوى القرآن من زجر ووعيد لاندكت الجبال على صلابتها وقسوتها خيفة من بأس الواحد القهار ؛ وأنتم يا معشر الناس المقهورين بإعجازه لا تخشعون لوعده ولا ترغبون ، ولا تصدعون لوعيده ولا ترهبون ؛ إنما يتذكر المؤمنون ، ويتفكر المحسنون المباركون ، ويعتبر المتدبرون ، فيتزكون ويعلمون ويعملون ، وهم من خشية موحية مشفقون : { الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله . . }{[6496]} { . . فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب }{[6497]} .


[6496]:- سورة الزمر . من الآية 23.
[6497]:- سورة الزمر. من الآية 17 والآية 18.