روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{عَسَىٰ رَبُّهُۥٓ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبۡدِلَهُۥٓ أَزۡوَٰجًا خَيۡرٗا مِّنكُنَّ مُسۡلِمَٰتٖ مُّؤۡمِنَٰتٖ قَٰنِتَٰتٖ تَـٰٓئِبَٰتٍ عَٰبِدَٰتٖ سَـٰٓئِحَٰتٖ ثَيِّبَٰتٖ وَأَبۡكَارٗا} (5)

{ عسى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ } أي أن يعطيه عليه الصلاة والسلام بدلكن { أزواجا خَيْراً مّنكُنَّ } والخطاب لجميع زوجاته صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين على سبيل الالتفات ، وخوطبن لأنهن في مهبط الوحي وساحة العز والحضور ، ويرشد إلى هذا ماأخرج البخاري عن أنس قال : قال عمر : اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت : { عسى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ خَيْراً مّنكُنَّ } فنزلت هذه الآية ، وليس فيها أنه عليه الصلاة والسلام لم يطلق حفصة وأن في النساء خيراً منهن مع أن المذهب على ما قيل ؛ إنه ليس على وجه الأرض خير منهن لأن تعلق طلاق الكل لا ينافي تطليق واحدة والمعلق بما لم يقع لا يجب وقوعه ، وجوز أن يكون الخطاب للجميع على التغليب ، وأصل الخطاب لاثنتين منهن وهما المخاطبتان أولاً بقوله تعالى : { إِن تَتُوبَا إلى الله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } [ التحريم : 4 ] الخ فكأنه قيل : عسى ربه إن طلقكما وغيركما أن يبدله خيراً منكما ومن غير كما من الأزواج ، والظاهر أن عدم دلالة الآية على أنه عليه الصلاة والسلام لم يطلق حفصة وأن في النساء خيراً من أزواجه صلى الله عليه وسلم على حاله لأن التعليق على طلاق الاثنتين ولم يقع فلا يجب وقوع المعلق ولا ينافي تطليق واحدة ، وقال الخفاجي . التغليب في خطاب الكل مع أن المخاطب أولاً اثنتان ، وفي لفظة { إن } الشرطية أيضاً الدالة على عدم وقوع الطلاق .

وقد روى أنه صلى الله عليه وسلم طلق حفصة فغلب ما لم يقع من الطلاق على الواقع وعلى التعميم لا تغليب في الخطاب ولا في { إن } انتهى ، وفيه بحث ، ثم إن المشهور إن { عَسَى } في كلامه تعالى للوجب ، وأن الوجوب هنا إنما هو بعد تحقق الشرط ، وقيل : هي كذلك إلا هنا ، والشرط معترض بين اسم { عَسَى } وخبرها . والجواب محذوف أي إن طلقكن فعسى الخ ، و { أزواجا } مفعول ثان ليبدل و { خَيْرًا } صفته وكذا ما بعد ، وقرأ أبو عمرو في رواية عياش { طَلَّقَكُنَّ } بإدغام القاف في الكاف .

وقرأ نافع . وأبو عمرو . وابن كثير { يُبْدِلَهُ } بالتشديد للتكثير { مسلمات } مقران { مؤمنات } مخلصات لأنه يعتبر في الإيمان تصديق القلب ، وهو لا يكون إلا مخلصاً ، أو منقادات على أن الإسلام بمعناه اللغوي مصدقات { قانتات } مصليات أو مواظبات على الطاعة مطلقا { تائبات } مقلعات عن الذنب { عابدات } متعبدات أو متذللات لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم { عابدات سائحات } صائمات كما قال ابن عباس . وأبو هريرة . وقتادة . والضحاك . والحسن . وابن جبير . وزيد بن أسلم . وابنه عبد الرحمن ، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الفراء : وسمي الصائم سائحاً لأن السائح لا زاد معه . وإنما يأكل من حيث يجد الطعام ، وعن زيد بن أسلم . ويمان مهاجرات ، وقال ابن زيد : ليس في الإسلام سياحة إلا الهجرة ، وقيل : ذاهبات في طاعة الله تعالى أي مذهب .

وقرأ عمرو بن قائد سيحات { ثيبات } جمع ثيب من ثاب يثوب ثوباً ، وزنه فيعل كسيد وهي التي تثوب أي ترجع عن الزوج أي بعد زوال عذرتها { وَأَبْكَاراً } جمع بكر من بكر إذا خرج بكرة وهي أول النهار ، وفيها معنى التقدم سميت بها التي لم تفتض اعتباراً بالثيب لتقدمها عليها فيما يراد له النساء ، وترك العطف في الصفات السابقة لأنها صفات تجتمع في شيء واحد وبينها شدة اتصال يقتضي ترك العطف ووسط العاطف هنا للدلالة على تغاير الصفتين وعدم اجتماعهما في ذات واحدة ، ولم يؤت بأو قيل : ليكون المعنى أزواجاً بعضهن ثيبات وبعضهن أبكار ، وقريب منه ما قيل : وسط العاطف بين الصفتين لأنهما في حكم صفة واحدة إذ المعنى مشتملات على الثيبات والأبكار فتدبر ، وفي الانتصاف لابن المنير ذكر لي الشيخ ابن الحاج أن القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني الكاتب كان يعتقد أن الواو في الآية هي الواو التي سماها بعض ضعفة النحاة واو الثمانية لأنها ذكرت مع الصفة الثامنة ، وكان الفاضل يتبجح باستخراجها زائدة على المواضع الثلاثة المشهورة قبله : أحدها في التوبة { التائبون العابدون } إلى قوله سبحانه : { والناهون عَنِ المنكر } [ التوبة : 112 ] والثاني في قوله تعالى : { وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ } [ الكهف : 22 ] ، والثالث في قوله تعالى : { وَفُتِحَتْ أبوابها } [ الزمر : 73 ] إلى أن ذكر ذلك يوماً بحضرة أبي الجود النحوي المقري فبين له أنه واهم في عدها من ذلك القبيل ، وأحال على المعنى الذي ذكره الزمخشري من دعاء الضرورة إلى الاتيان بها ههنا لامتناع اجتماع الصفتين في موصوف واحد وواو الثمانية إن ثبتت فإنما ترد بحيث لا حاجة إليها إلا الاشعار بتمام نهاية العدد الذي هو السبعة فأنصفه الفاضل واستحسن ذلك منه ، وقال : أرشدتنا يا أبا الجود انتهى .

وذكر الجنسان لأن في أزواجه صلى الله عليه وسلم من تزوجها ثيباً وفيهن من تزوجها بكراً ، وجاء أنه عليه الصلاة والسلام لم يتزوج بكراً إلا عائشة رضي الله تعالى عنها وكانت تفتخر بذلك على صواحباتها ، وردت عليها الزهراء على أبيها وعليها الصلاة والسلام بتعليم النبي صلى الله عليه وسلم إياها حين افتخرت على أمها خديجة رضي الله تعالى عنه بقولها : إن أمي تزوج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بكر لم يره أحد من النساء غيرها ولا كذلك أنتن فسكتت .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{عَسَىٰ رَبُّهُۥٓ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبۡدِلَهُۥٓ أَزۡوَٰجًا خَيۡرٗا مِّنكُنَّ مُسۡلِمَٰتٖ مُّؤۡمِنَٰتٖ قَٰنِتَٰتٖ تَـٰٓئِبَٰتٍ عَٰبِدَٰتٖ سَـٰٓئِحَٰتٖ ثَيِّبَٰتٖ وَأَبۡكَارٗا} (5)

قوله : { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا } وهذا وعد من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم – وفيه تخويف لنسائه – بأنه لو طلقهن فإنه مزوّجه في الدنيا نساء خيرا منهن { مسلمات } وذلك وصف للأزواج اللواتي هن خير من نسائه فهن { مسلمات } . أي ممتثلات أمره وأمر رسوله { مؤمنات } أي مخلصات موقنات مصدقات بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبقضاء الله وقدره { قانتات } أي طائعات ، من القنوت وهي الطاعة { تائبات } أي منيبات إلى الله تائبات من الذنوب { عابدات } أي يكثرن العبادة لله بدوام ذكره وتوحيده والعمل بأوامره { سائحات } أي صائمات { ثيبات وأبكار } ثيبات ، جمع ثيب ، وهي المرأة المدخول بها ، وأبكارا جمع بكر وهي العذراء {[4576]} .


[4576]:تفسير القرطبي جـ 18 ص 177 –189 وفتح القدير جـ 5 ص 251، والكشاف جـ 4 ص 126، 127.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{عَسَىٰ رَبُّهُۥٓ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبۡدِلَهُۥٓ أَزۡوَٰجًا خَيۡرٗا مِّنكُنَّ مُسۡلِمَٰتٖ مُّؤۡمِنَٰتٖ قَٰنِتَٰتٖ تَـٰٓئِبَٰتٍ عَٰبِدَٰتٖ سَـٰٓئِحَٰتٖ ثَيِّبَٰتٖ وَأَبۡكَارٗا} (5)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: عسى ربّ محمد إن طلقكنّ يا معشر أزواج محمد صلى الله عليه وسلم أن يبدله منكنّ أزواجا خيرا منكن.

وقيل: إن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم تحذيرا من الله نساءه لما اجتمعن عليه في الغيرة...

وقوله:"مُسْلِماتٍ "يقول: خاضعات لله بالطاعة "مُؤمِناتٍ" يعني مصدّقات بالله ورسوله.

وقوله "قَانِتات" يقول: مطيعات لله... وقوله: "تائِباتٍ" يقول: راجعات إلى ما يحبه الله منهنّ من طاعته عما يكرهه منهنّ، "عابِدَاتٍ" يقول: متذللات لله بطاعته. وقوله "سائحاتٍ" يقول: صائمات...

وقال آخرون: السائحات: المهاجرات...

وقد بيّنا الصواب من القول في معنى السائحين فيما مضى قبل بشواهده مع ذكرنا أقوال المختلفين فيه، وكرهنا إعادته.

وكان بعض أهل العربية يقول: نرى أن الصائم إنما سمي سائحا، لأن السائح لا زاد معه، وإنما يأكل حيث يجد الطعام، فكأنه أُخذ من ذلك.

وقوله: "ثَيّباتٍ" وهنّ اللواتي قد افترعن وذهبت عذرتهنّ. "وأبْكارا" وهنّ اللواتي لم يجامعن، ولم يفترعن.

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

(عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن) فإن قيل: كيف خيرا منكن ولم يكن في ذلك الوقت أحد من النساء خيرا منهن؟

والجواب: أن معناه: إن طلقكن بإلجائكن إياه إلى الطلاق، وشدة آذاكن له، وترك التوبة فيبدله خيرا منكن أي: أطوع له منكن، ويقال: أحب له منكن...

معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي 516 هـ :

هذا في الإخبار عن القدرة لا عن الكون لأنه قال: {إن طلقكن} وقد علم أنه لا يطلقهن...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

فإن قلت: كيف تكون المبدلات خيراً منهن، ولم تكن على وجه الأرض نساء خير من أمّهات المؤمنين؟ قلت: إذا طلقهن رسول الله لعصيانهن له وإيذائهن إياه، لم يبقين على تلك الصفة، وكان غيرهن من الموصوفات بهذه الأوصاف مع الطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والنزول على هواه ورضاه خيراً منهن، وقد عرض بذلك في قوله: {قانتات} لأنّ القنوت هو القيام بطاعة الله، وطاعة الله في طاعة رسوله. فإن قلت: لم أخليت الصفات كلها عن العاطف ووسط بين الثيبات والأبكار؟ قلت: لأنهما صفتان متنافيتان لا يجتمعن فيهما اجتماعهن في سائر الصفات، فلم يكن بدّ من الواو...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

ثم خوف نساءه بقوله تعالى: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن} قال المفسرون: عسى من الله واجب...

ثم قال تعالى: {ثيبات وأبكارا} لأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة بعضها من الثيب وبعضها من الأبكار، فالذكر على حسب ما وقع، وفيه إشارة إلى أن تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ليس على حسب الشهوة والرغبة، بل على حسب ابتغاء مرضات الله تعالى.

الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي 875 هـ :

خَرّجَ البخاريّ بسنده عن أنس قال: قال عمر: اجْتَمَع نساءُ النبي صلى الله عليه وسلم في الغِيرَةِ عليه فقلتُ لَهُنَّ: {عسى ربُّه إنْ طَلَّقَكُنَّ أنْ يبدله أزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ} فنزلت هذه الآية...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{عسى ربه} أي المحسن إليه بجميع أنواع الإحسان التي عرفتموها...

{إن طلقكن} أي بنفسه من غير اعتراض عليه جمع أو بعضكن بإيجاد الطلاق لمن لم يطلقها وإدامته من طلقها {أن يبدّله} منكن بمجرد طلاقه...

{أزواجاً} ولما كان علوها عليها في الرتبة هو النهاية في التأسيف قال: {خيراً} ودل على أنها للتفضيل بقوله: {منكن} وهذا على سبيل الفرض وعام في الدنيا والآخرة...

{مسلمات} أي ملقيات لجميع قيادهن ظاهراً وباطناً لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم على وجه الخضوع...

{مؤمنات} أي راسخات في القوة العلمية بتصديق الباطن...

{قانتات} أي مخلصات في ذلك لا شائبة في شيء منه فهن في غاية ما يكون من إدامة الطاعة...

. {تائبات} أي راجعات من الهفوات أو الزلات سريعاً إن وقع منهن شيء من ذلك ....

... {سائحات} أي متصفات بصفات الملائكة من التخلي عن الدنيا والاستغراق في الآخرة...

. {ثيبات} قدمهن لأنهن أخبر بالعشرة التي هذا سياقها {وأبكاراً}...

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

أي: فلا ترفعن عليه، فإنه لو طلقكن، لم يضق عليه الأمر، ولم يكن مضطرًا إليكن، فإنه سيلقى ويبدله الله أزواجًا خيرًا منكن، دينا وجمالًا، وهذا من باب التعليق الذي لم يوجد، ولا يلزم وجوده، فإنه ما طلقهن، ولو طلقهن، لكان ما ذكره الله من هذه الأزواج الفاضلات، الجامعات بين الإسلام، وهو القيام بالشرائع الظاهرة، والإيمان...

وفي هذا دليل على أن الله لا يختار لرسوله صلى الله عليه وسلم إلا أكمل الأحوال وأعلى الأمور...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

{عسى} هنا مستعملة في التحقيق وإيثارها هنا لأن هذا التبديل مجرد فرض وليس بالواقع لأنهن لا يظن بهن عدم الارعواء عما حذرن منه، وفي قوله: {خيراً منكن} تذكير لهن بأنهن ما اكتسبن التفضيل على النساء إلا من فضل زوجهن عند الله وإجراء الأوصاف المفصلة بعد الوصف المجمل وهو {خيراً منكن} للتنبيه على أن أصول التفضيل موجودة فيهن... والقانتات: القائمات بالطاعة أحسن قيام...

.وفي هذا الوصف إشعار بأنهن مطيعات لله ورسوله ففيه تعريض لما وقع من تقصير إحداهن في ذلك فعاتبها الله وأيقظها للتوبة. والتائبات: المقلعات عن الذنب إذا وقعن فيه...

. والعابدات: المقبلات على عبادة الله وهذه الصفات تفيد الإِشارة إلى فضل هذه التقوى... والسائحات: المهاجرات وإنما ذكر هذا الوصف لتنبيههن على أنهنّ إن كنّ يمتُنّ بالهجرة فإن المهاجرات غيرَهن كثير، والمهاجرات أفضل من غيرهن... وهذه الصفات انتصبت على أنها نعوت ل {أزواجاً}، ولم يعطف بعضُها على بعض الواو، لأجل التنصيص على ثبوت جميع تلك الصفات لكل واحدة منهن ولو عطفت بالواو لاحتمل أن تكون الواو للتقسيم، أي تقسيم الأزواج إلى من يثبت لهن بعض تلك الصفات دون بعض، ألا ترى أنه لما أريدت إفادة ثبوت إحدى صفتين دون أخرى من النعتين الواقعين بعد ذلك كيف عطف بالواو قولُه: {وأبكاراً} لأن الثّيبات لا يوصفن بأبكار. والأبكار لا يوصفن بالثيّبات...

ووجه هذا التفصيل في الزوجات المقدرات لأن كلتا الصفتين محاسنها عند الرجال؛ فالثيب أرعى لواجبات الزوج وأميل مع أهوائه وأقوم على بيته وأحسن لِعاباً وأبهى زينة وأحلى غنجاً. والبكر أشد حياء وأكثر غرارة ودلاً...

وتقديم وصف {ثيبات} لأن أكثر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لمّا تزوجهن كن ثيبات. ولعله إشارة إلى أن الملام الأشد موجه إلى حفصة قبل عائشة وكانت حفصة ممن تزوجهن ثيبات وعائشة هي التي تزوجها بكراً. وهذا التعريض أسلوب من أساليب التأديب...