مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{عَسَىٰ رَبُّهُۥٓ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبۡدِلَهُۥٓ أَزۡوَٰجًا خَيۡرٗا مِّنكُنَّ مُسۡلِمَٰتٖ مُّؤۡمِنَٰتٖ قَٰنِتَٰتٖ تَـٰٓئِبَٰتٍ عَٰبِدَٰتٖ سَـٰٓئِحَٰتٖ ثَيِّبَٰتٖ وَأَبۡكَارٗا} (5)

{ عسى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ } { يُبْدِلَهُ } مدني وأبو عمرو فالتشديد للكثرة { أزواجا خَيْراً مّنكُنَّ } فإن قلت : كيف تكون المبدلات خيراً منهن ولم يكن على وجه الأرض نساء خير من أمهات المؤمنين ؟ قلت : إذا طلقهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لإيذائهن إياه لم يبقين على تلك الصفة ، وكان غيرهن من الموصوفات بهذه الأوصاف خيراً منهن { مسلمات مؤمنات } مقرات مخلصات { قانتات } مطيعات ، فالقنوت هو القيام بطاعة الله وطاعة الله في طاعة رسوله { تائبات } من الذنوب أو راجعات إلى الله وإلى أمر رسوله { عابدات } لله { سائحات } مهاجرات أو صائمات . وقيل : للصائم سائح لأن السائح لا زاد معه فلا يزال ممسكاً إلى أن يجد ما يطعمه فشبه به الصائم في إمساكه إلى أن يجيء وقت إفطاره { ثيبات وَأَبْكَاراً } إنما وسط العاطف بين الثيبات والأبكار دون سائر الصفات لأنهما صفتان متنافيتان بخلاف سائر الصفات .