بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{عَسَىٰ رَبُّهُۥٓ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبۡدِلَهُۥٓ أَزۡوَٰجًا خَيۡرٗا مِّنكُنَّ مُسۡلِمَٰتٖ مُّؤۡمِنَٰتٖ قَٰنِتَٰتٖ تَـٰٓئِبَٰتٍ عَٰبِدَٰتٖ سَـٰٓئِحَٰتٖ ثَيِّبَٰتٖ وَأَبۡكَارٗا} (5)

ثم قال : { عسى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ } ، فخوفهن الله تعالى بفراق النبي صلى الله عليه وسلم إياهن ، وعسى من الله واجب { إِن طَلَّقَكُنَّ } عسى ربه { أَن يُبْدِلَهُ أزواجا } . قرأ نافع ، وأبو عمرو { يُبْدِلَهُ } بتشديد الدال ، والباقون بالتخفيف ومعناهما واحد . يقال : بدَّل وأبدل . { خَيْراً مّنكُنَّ مسلمات } يعني : مستسلمات لأمر النبي صلى الله عليه وسلم . ويقال : يعني : معينات . ثم قال : { مؤمنات } يعني : مصدقات في إيمانهن ، { قانتات } يعني : مطيعات لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، { تائبات } يعني : راجعات عن الذنوب ، { عابدات } يعني : موحدات مطيعات ، { سائحات } يعني : صائمات . وقال أهل اللغة : إنما سمي الصائم سائحاً ، لأن الذي يسيح للعبادة لا زاد معه ، يمضي نهاره لا يطعم شيئاً ؛ ولذلك سمي الصائم سائحاً ، { ثيبات وَأَبْكَاراً } . الثيبات : جمع الثيب ؛ والأبكار : جمع البكر . وهن العذارى . ويقال : هذا وعد من الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يزوجه في الجنة ، والثيب : هي آسية امرأة فرعون ، والبكر : هي مريم أم عيسى عليه السلام وهي ابنة عمران تكون وليته في الجنة ، ويجتمع عليها أهل الجنة فيزوج الله تعالى هاتين المرأتين محمداً صلى الله عليه وسلم .