{ عسى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أزواجا خَيْراً مّنكُنَّ } أي يعطيه بدلكنّ أزواجاً أفضل منكنّ ، وقد علم الله سبحانه أنه لا يطلقهنّ ، ولكن أخبر عن قدرته على أنه إن وقع منه الطلاق أبدله خيراً منهن تخويفاً لهنّ . وهو كقوله : { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } [ محمد : 38 ] فإنه إخبار عن القدرة وتخويف لهم . ثم نعت سبحانه الأزواج بقوله : { مسلمات مؤمنات } أي قائمات بفرائض الإسلام مصدّقات بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشرّه . وقال سعيد بن جبير : مسلمات : أي مخلصات وقيل معناه : مسلمات لأمر الله ورسوله { قانتات } مطيعات لله والقنوت : الطاعة ، وقيل : مصليات { تائبات } يعني : من الذنوب { عابدات } لله متذللات له . قال الحسن وسعيد بن جبير : كثيرات العبادة { سائحات } أي صائمات . وقال زيد بن أسلم : مهاجرات ، وليس في أمة محمد صلى الله عليه وسلم سياحة إلاّ الهجرة . قال ابن قتيبة والفراء وغيرهما : وسمي الصيام سياحة لأن السائح لا زاد معه . وقيل المعنى : ذاهبات في طاعة الله ، من ساح الماء : إذا ذهب ، وأصل السياحة : الجولان في الأرض ، وقد مضى الكلام على السياحة في سورة براءة { ثيبات وَأَبْكَاراً } وسط بينهما العاطف لتنافيهما ، والثيبات : جمع ثيب ، وهي المرأة التي قد تزوّجت ، ثم ثابت عن زوجها فعادت ، كما كانت غير ذات زوج . والأبكار : جمع بكر ، وهي العذراء ، سميت بذلك لأنها على أوّل حالها التي خلقت عليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.