التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡحَقُّ لِلرَّحۡمَٰنِۚ وَكَانَ يَوۡمًا عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ عَسِيرٗا} (26)

قوله : ( الملك يومئذ الحق للرحمان ) قيل في إعراب ذلك عدة وجوه أظهرها : ( الملك ) مبتدأ . ( يومئذ ) ظرف . ( الحق ) نعت للملك . ( للرحمان ) ، خبر{[3314]} . و ( الحق ) ، معناه الثابت . ذلك أن كل ملك لغير الله يزول . وإنما المالك يومئذ هو الله وحده ، والناس محشورون شاخصون واجمون لا يملكون شيئا إلا الهوان وطول التربص والتحسر واشتداد الخوف من هول الموقف . وهو قوله : ( وكان يوما على الكافرين عسيرا ) والمراد باليوم . وقفة المحشر انتظارا للحساب ومعاينة الموازين ، وما يتخلل ذلك من فظاعة الكرب واشتداد الضيق والبلاء .

ويُفهم من تعسير هذا اليوم على الكافرين ، تيسيره على المؤمنين ؛ إذ يهوّنه الله عليهم تهوينا .


[3314]:- الدر المصون جـ 8 ص 478.