تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡحَقُّ لِلرَّحۡمَٰنِۚ وَكَانَ يَوۡمًا عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ عَسِيرٗا} (26)

[ الآية 26 ] وقوله تعالى : { الملك يومئذ الحق للرحمان } تحتمل إضافة ملك ذلك اليوم إليه وإن كان الملك له في جميع الأيام في الدنيا والآخرة ، وجوها :

أحدها : لما أن ملك الآخرة ملك دائم باق ، لا{[14404]} فناء له ، وملك الدنيا ، جعله فانيا ، لا دوام [ له ]{[14405]} ولا بقاء .

والثاني : يقر له جميع الخلائق بالملك له في ذلك اليوم ، وإن لم يقر له البعض بملك الدنيا .

والثالث : لما [ لا ]{[14406]} ينازعه أحد في ملك ذلك اليوم ، وإن كان له منازع في الدنيا .

أو أن يكون المقصود بخلق هذا العالم لذلك{[14407]} اليوم ، يظهر للخلق [ يومئذ . ثم ]{[14408]} يعلم كل أن خلقهم في الدنيا لذلك اليوم كان لا للدنيا خاصة .

وقوله تعالى : { للرحمن } ذكر هنا الرحمن ، وقال في آية أخرى { لمن الملك اليوم لله الواحد القهار } [ غافر : 16 ] لتعلم العرب أن الرحمن المذكور في هذه الآية ، هو الله الذي { لا إله إلا هو } [ البقرة : 255و . . . ] [ والذي ]{[14409]} ذكر في تلك الآية لأن العرب تسمي وتعرف كل معبود إلها ، ولا تعرف الرحمن معبودا ولا تسمية الرحمن ، فعرفهم أن الله والرحمن

[ اللذين ذكرهما ]{[14410]} واحد .

وقوله تعالى : { وكان يوما على الكافرين عسيرا } ظاهرا ، لا شك فيه ، فكذلك يكون .


[14404]:- في الأصل وم: بلا.
[14405]:- ساقطة من الأصل وم.
[14406]:- من م، ساقطة من الأصل.
[14407]:- في الأصل وم: في ذلك.
[14408]:- في الأصل وم: ويومئذ يتم.
[14409]:- ساقطة من الأصل وم.
[14410]:- في الأصل وم: الذي ذكرها.