فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡحَقُّ لِلرَّحۡمَٰنِۚ وَكَانَ يَوۡمًا عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ عَسِيرٗا} (26)

{ الملك يَوْمَئِذٍ الحق للرحمن } الملك مبتدأ ، والحق صفة له وللرحمن . الخبر ، كذا قال الزجاج : أي الملك الثابت الذي لا يزول للرحمن يومئذٍ ، لأن الملك الذي يزول وينقطع ليس بملك في الحقيقة ، وفائدة التقييد بالظرف أن ثبوت الملك المذكور له سبحانه خاصة في هذا اليوم . وأما فيما عداه من أيام الدنيا ، فلغيره ملك في الصورة وإن لم يكن حقيقياً . وقيل إن خبر المبتدأ هو الظرف ، والحق نعت للملك . والمعنى : الملك الثابت للرحمن خاص في هذا اليوم { وَكَانَ يَوْماً عَلَى الكافرين عَسِيراً } أي وكان هذا اليوم مع كون الملك فيه لله وحده شديداً على الكفار لما يصابون به فيه ، وينالهم من العقاب بعد تحقيق الحساب ، وأمّا على المؤمنين فهو يسير غير عسير ، لما ينالهم فيه من الكرامة والبشرى العظيمة .

/خ34