البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡحَقُّ لِلرَّحۡمَٰنِۚ وَكَانَ يَوۡمًا عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ عَسِيرٗا} (26)

و { الحق } صفة للملك أي الثابت لأن كل ملك يومئذ يبطل ، ولا يبقى إلاّ ملكه تعالى وخبر { الملك } { يومئذ } .

و { الرحمن } متعلق بالحق أو للبيان أعني { للرحمن } .

وقيل : الخبر { للرحمن } و { يومئذ } معمول للملك .

وقيل : الخبر { الحق } و { للرحمن } متعلق به أو للبيان ، وعسر ذلك اليوم على الكافرين بدخولهم النار وما في خلال ذلك من المخاوف .

ودل قوله { على الكافرين } على تيسيره على المؤمنين ففي الحديث أنه يهون حتى يكون على المؤمن أخف عليه من صلاة مكتوبة صلاها في الدنيا والظاهر عموم الظالم إذ اللام فيه للجنس قاله مجاهد وأبو رجاء ، وقالا : فلان هو كناية عن الشيطان .