قوله : «المُلْكُ يَوْمَئذٍ » فيها أوجه :
أحدها : أن يكون «المُلْكُ » مبتدأ والخبر «الحَقُّ » و «يَوْمَئِذٍ » متعلق ب «الملك » ، و «للرَّحْمَنِ » متعلق ب «الحَقّ » ، أو بمحذوف على التبيين ، أو بمحذوف على أنه صفة للحق{[35939]} .
الثاني : أنَّ الخبر «يَوْمَئِذٍ » ، و «الحَقُّ » : نعت للملك{[35940]} ، [ و «للرحمن » على ما تقدم ]{[35941]} .
[ الثالث : أنَّ الخبر «للرَّحْمَن » و «يَوْمَئِذٍ » متعلق ب «الملك » ، و «الحَقُّ » نعت للملك{[35942]} ]{[35943]} .
قيل : ويجوز نصب الحق بإضمار ( أَعْنِي ){[35944]} .
المعنى : أَنَّ الملك الذي هو الملك حقاً ملك الرحمن يوم القيامة{[35945]} .
قال ابن عباس : يريد{[35946]} أَنَّ يوم القيامة لا ملك يقضي غيره{[35947]} . ومعنى وصفه بكونه حقاً : أنه لا يزول ولا يتغير{[35948]} . فإن قيل : مثل هذا الملك لم يكن{[35949]} قط إلا للرحمن ، فما الفائدة في قوله : «يَوْمَئِذٍ » ؟ . فالجواب لأَنّ في ذلك اليوم لا مالك له سواه لا في الصورة ، ولا في المعنى ، فتخضع له الملوك وتعنو له الوجوه ، وتذل له الجبابرة بخلاف سائر الأيام{[35950]} . { وَكَانَ يَوْماً عَلَى الكافرين عَسِيراً } أي : شديداً ، وهذا الخطاب يدلُّ على أنه لا يكون على المؤمنين عسيراً ؛ جاء في الحديث «أنه يهوّن يوم القيامة على المؤمن حتى يكون أَخَفَّ عليه من صلاة مكتوبة صلاها في الدنيا » {[35951]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.