غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡحَقُّ لِلرَّحۡمَٰنِۚ وَكَانَ يَوۡمًا عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ عَسِيرٗا} (26)

21

قال الزجاج { الحق } صفة الملك أي الملك الثابت الذي لا يزول { للرحمن } يومئذ ونظيره { مالك يوم الدين } [ الفاتحة : 4 ] ويجوز أن يكون يومئذ تكريراً لقوله { ويوم تشقق } وإعرابهما واحد . والفائدة في تخصيص ذلك اليوم أن يعلم أنه لا مالك فيه سواه لا بالصورة ولا في الحقيقة فيخضع له الملوك وتعنو له الوجوه وتذل رقاب الجبابرة . قالت الأشاعرة : ههنا لو وجب على الله يومئذ الثواب لاستحق الذم بتركه وكان خائفاً أن لا يفعل فلم يكن له الملك على الإطلاق . وأيضاً لو كان العبد مالكاً للثواب لم يكن الله تعالى مالكاً مطلقاً بل يكون عبداً ضعيفاً لا يقدر على أن لا يؤدي ما عليه من العوض ، أو فقيراً محتاجاً إلى أن يدفع الذم عن نفسه بأداء ما عليه ؟ وكان ذلك اليوم يوماً عسيراً على الكافرين لا على المؤمنين .

/خ50