التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَحُشِرَ لِسُلَيۡمَٰنَ جُنُودُهُۥ مِنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ وَٱلطَّيۡرِ فَهُمۡ يُوزَعُونَ} (17)

قوله : { وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإنسِ وَالطَّيْرِ } أي جمع لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير وهو راكب فيهم في أبهة وشرف ، فكان يليه الإنس ، ومن بعدهم الجن ، ومن فوق رأسه الطير تظله بأجنحتها من حر الشمس .

قوله : { فَهُمْ يُوزَعُونَ } أي يحبس أولهم على آخرهم حتى يجتمعوا . أو يمنعون ويدفعون ويرد أولهم على آخرهم . وهو من الوازع ، أي الكاف أو المانع . ويقال للذين يدفعون الناس عن الولاة والأمراء وزعة ، لكفهم إياهم عنهم . والوزعة جمع وازع . والوازع ، الذي يتقدم الصف فيصلحه ويقدم ويؤخر جمعه . قال الحسن البصري : لا بد للناس من وازع ؛ أي من سلطان يكفهم{[3425]} وروي عن عثمان قوله : ما يزع الناس السلطان أكثر مما يزعهم القرآن ؛ أي يكفهم .


[3425]:مختار الصحاح ص 719.