النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَحُشِرَ لِسُلَيۡمَٰنَ جُنُودُهُۥ مِنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ وَٱلطَّيۡرِ فَهُمۡ يُوزَعُونَ} (17)

قوله تعالى : { فَهُمُ يُوزَعُونَ } فيه ستة أوجه :

أحدها : يساقون ، وهو قول ابن زيد .

الثاني : يدفعون ، قاله الحسن . قال اليزيدي : تدفع أخراهم وتوقف أولاهم .

الثالث : يسحبون ، قاله المبرِّد .

الرابع : يجمعون .

الخامس : يسجنون ، قال الشاعر :

لسان الفتى سبع عليه سداته *** وإلاّ يزع من غَرْبه فهو قاتله

وما الجهل إلا منطق متسرع *** سواءٌ عليه حق أمرٍ وباطله

السادس : يمنعون ، مأخوذ من وزعه عن الظلم ، وهو منعه عنه . ومنه قول عثمان رضي الله عنه : ما وزع الله بالسلطان أكبر مما وزع بالقرآن . وقال النابغة :

على حين عاتبتُ المشيبَ على الصّبا *** وقلت ألما تصح والشيب وازعُ

والمراد بهذا المنع ما قاله قتادة : أن يُرد أولهم على آخرهم ليجتمعوا ولا يتفرقوا .