{ وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير } من الأماكن المختلفة في مسير له ، والحشر : الجمع ، أي : جمع له جنوده من هذه الأجناس . وقد أطال المفسرون في ذكر مقدار جنده ؛ وبالغ كثير منهم مبالغة تستبعدها العقول ، ولا تصح من جهة النقل ، ولو صحت لكان في القدرة الربانية ما هو أعظم من ذلك وأكثر .
{ فهم يوزعون } أي : لكل طائفة منهم وزعة ترد أولهم على آخرهم فيقفون على مراتبهم . قيل : كان في جنوده وزراء وهم النقباء ترد أول العسكر على آخره ، لئلا يتقدموا في السير . يقال : وزعه يزعه وزعا : كفه ، فاتزع أي : انفك وأوزعه بالشيء أغراه به ؛ واستوزعت الله شكره فأوزعني ، أي استلهمته فألهمني ، والوازع في الحرب الموكل بالصفوف ، يزع من تقدم منهم أي يرده ، وجمعه وزعة : وقيل : هو من التوزيع بمعنى التفريق ، يقال : القوم أوزاع ، أي طوائف .
وقال ابن عباس : يوزعون يدفعون . وعنه قال : لكل صف وزعة ، ترد أولاها على أخرها ، لئلا تتقدمها في السير كما يصنع الملوك وفي الآية دليل على اتخاذ الأئمة والحكام وزعة ، يكفون الناس ويمنعونهم من تطاول بعضهم على بعض ، إذا لا يمكن الحكام ذلك بأنفسهم . قال الحسن : لا بد للناس من وازع أي سلطان يكفهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.