هذه السورة مكية كلها . وهي تتضمن فيضا من قصص الأولين وأخبارهم ، وأحداثهم ، في معاندتهم ومخاصمتهم لأنبيائهم بغير حق .
ويأتي في طليعة ذلك ، الإخبار عن كليم الله موسى عليه السلام ، إذ رجع إلى مصر مع أهله حتى إذا رأى في طريقه نارا أتاها ليأخذ جذوة يصطلي وزوجه بها ، فسمع صوتا قاصفا مخوفا يناديه { يا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيم } ثم آتاه الله جملة من المعجزات الكبيرة المثيرة لتكون له معاونا يزدجر به فرعون عسى أن يتذكر أو يخشى لكنه كفر وعتا عتوا كبيرا ، فأخذه الله وجنوده وأتباعه بالتغريق أخذ عزيز مقتدر .
وفي السورة إخبار عن نبي الله سليمان عليه السلام ؛ إذ أوتي بعضا من المعجزات الحسية العظيمة التي تنشر في النفس اليقين بصدق رسالته وأنه مبعوث من رب العالمين . فقد علمه الله منطق الطير . وكذا النمل الذي يدب على الأرض دبيبا صامتا لينا ، ويتخاطب أفراده فيما بينهم بما أودعهم الله أن يتخاطبوا به فيفهموه . وهي لغة لا يقف عليها أو يفهمها إلا من أوتي القدرة الخارقة على ذلك . وهذه معجزة ظاهرة من معجزات النبوة .
وكذلك قصة سيدنا سليمان مع ملكة سبأ التي جاءت إليه تتعرف شأنه وخبره وحقيقة أمره فوجدت عرشها منصوبا بين يديه فأثارها ذلك وراعها روعا ثم أسلمت مع سليمان لله رب العالمين
إلى غير ذلك من الأخبار والحكم والترهيب من يوم القيامة بأفزاعها وخطوبها وفظائعها . وذلك كله في أسلوب قرآني عجيب يثير الدهش ويستنفر الخيال أيما استنفار .
{ طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَاب مُّبِينٍ ( 1 ) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ( 2 ) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ( 3 ) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ( 4 ) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأخْسَرُونَ ( 5 ) وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ }
مضى الكلام عن الحروف المتقطعة في فواتح السور . وقوله : { تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ } أي هذه آيات القرآن التي أنزلها على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم . أو هذه السورة آيات القرآن { وَكِتَاب مُّبِينٍ } معطوف على القرآن . يعني : وآيات كتاب ظاهر لمن تدبره ووعاه وتفكر في معانيه وأحكامه ليستيقن أنه من عند الله . فهو لم يتقوله أنت ولا أحد سواك من البشر أو الجن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.