الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَحُشِرَ لِسُلَيۡمَٰنَ جُنُودُهُۥ مِنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ وَٱلطَّيۡرِ فَهُمۡ يُوزَعُونَ} (17)

قوله : { مِنَ الْجِنِّ } : وما بعَده بيانٌ لجنودِه ، فيتعلَّق بمحذوفٍ . ويجوزُ أَنْ يكونَ هذا الجارُّ حالاً ، فيتعلَّقُ بمحذوفٍ أيضاً .

قوله : { يُوزَعُونَ } أي : يُمْنَعون ويُكَفُّون . والوَزْعُ : الكَفُّ والحَبْسُ ، يقال : وَزَعَه يَزَعُهُ فهو وازِعٌ ومَوْزُوْع ، وقال عثمان رضي الله عنه : " ما يَزَعُ السلطانُ أكثرُ مِمَّا يَزَغُ القرآنُ " وعنه :/ " لا بُدَّ للقاضي مِنْ وَزَغَةٍ " .

وقال الشاعر :

ومَن لم يَزَعْه لُبُّه وحَياؤُه *** فليس له مِنْ شَيْبِ فَوْدَيْه وازِعُ

وقوله : { أَوْزِعْنِي أَنْ أَشكُرَ } بمعنى : أَلْهِمْني ، من هذا ؛ لأن تحقيقَه : اجعلني أَزَعُ نفسي عن الكفر .