قوله : «وَحُشرَ لسُلَيْمَانَ » : وجمع لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير في مسير له ، فقوله : «مِن الجَنّ » وما بعده بيان ل «جنوده » فيتعلق بمحذوف ، ويجوز أن يكون هذا الجار حالاً{[38467]} ، فيتعلق بمحذوف أيضاً .
قوله : «فهم يُوزَعُون » أي : يمنعون ويكفُّون ، والوزع : الكف والحبس ، يقال : وزعه يزعه فهو وازع وموزوع{[38468]} ، وقال عثمان - رضي الله عنه - : «مَا يَزَعُ السُّلْطَانُ{[38469]} أَكْثَرُ مِمَّا يَزَعُ القُرْآنُ »{[38470]} ، وعنه : «لاَ بُدَّ لِلقَاضِي مِنْ وَزَعَةٍ »{[38471]} وقال الشاعر :
3935 - وَمَنْ لَمْ يَزَعْهُ لُبُّهُ وحَيَاؤُهُ *** فَلَيْسَ لَهْ مِنْ شَيْبِ فَوْدَيْهِ وَازعُ{[38472]}
وقوله : { أوزعني أَنْ أَشْكُرَ } بمعنى ألهمني{[38473]} من هذا ، لأنَّ تحقيقه : اجعلني من حيث أزع نفسي عن الكفر فقوله : «فَهُمْ يُوزَعُونَ » معناه : يحبسون ، وهذا لا يكون إلا إذا كان في كل قبيل منها وازع متسلط على من يرده ويكفه{[38474]} . وقال قتادة : كان كل صنف من جنوده وزعة ترد أولها على آخرها لئلا يتقدمون في المسير{[38475]} ، والوازع : الحابس والنقيب{[38476]} ، وقال مقاتل يوزعون يساقون{[38477]} ، وقال السدي : يوقفون{[38478]} ، وقيل يجمعون{[38479]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.