التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَمَآ أَنتَ بِهَٰدِي ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَٰلَتِهِمۡۖ إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ} (81)

قوله : { وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ } أي ليس في مستطاعك يا محمد أن تهدي أولي الطبائع السقيمة والفطر التي أتى عليها الزيغ والخلل والاعوجاج ، فأولئك سادرون في مجاهل الضلالة والغي ، ولا يملك الإنسان كيفما كان شأنه أن يقوم اعوجاجهم فيثنيهم عن الجنوح على الباطل والعصيان . وقد شبههم بالعميان الذين لا يبصرون شيئا . فأنى للأعمى بالخلقة أن يرتد بصيرا .

قوله : { إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ } أي لا تسمع الحق والموعظة إلا المؤمنين بآيات الله الحكيم . أولئك المصدقون الموقنون الذين هدوا إلى الصواب واليقين من أولي الفطر السليمة والطبائع السوية المستقيمة التي لا عوج فيها ولا أمت ، أولئك هم المستسلمون لله الممتثلون لأمره ، الخاضعون لجلاله وسلطانه{[3463]} .


[3463]:تفسير القرطبي جـ 13 ص 231-233 وفتح القدير جـ3 ص 150-151.