قوله : { بِهَادِي الْعُمْيِ } : العامَّةُ/ على " هادِيْ " مضافاً للعُمْي . وحمزة " يَهْدِي " فعلاً مضارعاً ، و " العمُيَ " نصبٌ على المفعول به ، وكذلك التي في الروم ويحيى بن الحارث وأبو حيوة " بهاد " منوَّناً " العُمْيَ " منصوب به ، وهو الأصلُ .
واتفق القُرَّاء على أَنْ يقفوا على " هاد " في هذه السورةِ بالياءِ ؛ لأنَّها رُسِمَتْ في المصحفِ ثابتةً . واختلفوا في الروم . فوقف الأخوان عليها بالياءِ أيضاً كهذه . أمَّا حمزةُ فلأنه يقرَؤُها " يَهْدي " فعلاً مضارعاً مرفوعاً فياؤه ثابتة . قال الكسائيُّ : " مَنْ قرأ " يَهْدِي " لَزِمَه أَنْ يقفَ بالياء ، وإنما لزمه ذلك ؛ لأن الفعلَ لا يَدْخُلُه تنوينٌ في الوصلِ تُحذف له الياء فيكونُ في الوقفِ كذلك ، كما يَدْخُلُ تنوينٌ على " هادٍ " ونحوهِ فتَذْهبُ الياءُ في الوصل ، فيجري الوقفُ على ذلك كَمَنْ وقف بغير ياءٍ " . انتهى . ويَلْزَمُ على ذلك أَنْ يُوْقَفَ على { يَقْضِي بِالْحَقِّ } [ غافر : 20 ] { وَيَدْعُ الإِنْسَانُ } [ الإسراء : 11 ] بإثباتِ الياءِ والواوِ . ولكنْ يَلْزَمُ حمزةَ مخالفَةُ الرسمِ دونَ القياسِ . وأمَّا الكسائيُّ فإنه يَقْرَأُ " بهادي " اسمَ فاعلٍ كالجماعةِ ، فإثباتُه للياءِ بالحَمْلِ على " هادِي " في هذه السورةِ ، وفيه مخالفَةٌ الرسمِ السلفيِّ .
قوله : { عَن ضَلالَتِهِمْ } فيه وجهان ، أحدهما : أنه متعلق ب " يَهْدي " . وعُدِّي ب " عن " لتضمُّنِه معنى يَصْرِفهم . والثاني : أنه متعلقٌ بالعُمْي لأنَّك تقول : عَمِيَ عن كذا ، ذكره أبو البقاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.