بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَآ أَنتَ بِهَٰدِي ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَٰلَتِهِمۡۖ إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ} (81)

قوله عز وجل : { وَمَا أَنتَ بِهَادِي العمى عَن ضلالتهم } قرأ حمزة { تَهْدِي العمي } بغير ألف وقرأ الباقون بالألف ، فمن قرأ تهدي ، فمعناه : ما أنت يا محمد بالذي تهدي الذين عميت بصائرهم عن آياتنا ، ولكن عليك الدعاء ، ويهدي الله من يشاء ، ومن قرأ { بِهَادِي } فإن الباء دخلت لتأكيد النفي ، كقولك ما أنت بعالم ، فالياء لتأكيد النفي ، وخفض العمي للإضافة ثم قال : { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا } يعني : لا تسمع الهدى إلا من صدق بالقرآن أنه من الله تعالى .

ويقال : بآياتنا يعني : أدلتنا { فَهُم مُّسْلِمُونَ } يعني : مخلصون مقرون بها . ويقال : مسلمون في علم الله تعالى .