تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَآ أَنتَ بِهَٰدِي ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَٰلَتِهِمۡۖ إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ} (81)

[ الآية 81 ] وقوله تعالى : { وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم } وفي بعض القراءات : وما أنت تهدي العمي عن ضلالتهم{[15138]} . هذا يدل أن ليس كل الهدى البيان على ما قالت المعتزلة لأنه لو كان الهدى كله بيانا في جميع المواضع على ما قالوا هم لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدر أن يبين [ للكفرة ضلالهم ]{[15139]} وقد بين لهم .

ثم أخبر رسوله : { وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم } فدل هذا أن عند هداية ولطفا لو{[15140]} سألوه ، وطلبوا منه ذلك ، فأعطاهم ، لاهتدوا ، وآمنوا . فهذا ينقض على المعتزلة قولهم .

وقوله تعالى : { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون } أي ما تسمع إلا أهل الإيمان بالآيات وأهل الإسلام منهم . فأما أهل العناد والمكابرة فلا .


[15138]:- انظر معجم القراءات القرآنية ج 4/370.
[15139]:- في الأصل وم: للكافر عن ضلالتهم.
[15140]:- في الأصل وم: إذا.