مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَمَآ أَنتَ بِهَٰدِي ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَٰلَتِهِمۡۖ إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ} (81)

وَمَا أَنتَ بِهَادِى العمى عَن ضلالتهم } لما كانوا لا يعون ما يسمعون ولا به ينتفعون ، شبهوا بالموتى وهم أحياء صحاح الحواس ، وبالصم الذين ينعق بهم فلا يسمعون ، وبالعمي حيث يضلون الطريق ولا يقدر أحد أن ينزع ذلك عنهم ويجعلهم هداة بصراء إلا الله تعالى . ثم أكد حال الصم بقوله { إذا ولوا مدبرين } لأنه إذا تباعد عن الداعي بأن تولى عنه مدبراً كان أبعد عن إدراك صوته ، { ولا يسمع الصُّمُّ } مكي وكذا «في الروم » { وَمَا أَنتَ تَهْدِى العمى } وكذا في «الروم » : حمزة { إِنْ تُسْمعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بآياتنا } أي ما يجدي إسماعك إلا على الذين علم الله أنهم يؤمنون بآياته أي يصدقون بها { فَهُم مُّسْلِمُونَ } مخلصون من قوله { بلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ } [ البقرة : 112 ] يعني جعله سالماً لله خالصاً له .