فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَآ أَنتَ بِهَٰدِي ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَٰلَتِهِمۡۖ إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ} (81)

ثم ضرب العمى مثلاً لهم ، فقال : { وَمَا أَنتَ بِهَادِي العمي عَن ضلالتهم } أي ما أنت بمرشد من أعماه الله عن الحق إرشاداً يوصله إلى المطلوب منه وهو الإيمان ، وليس في وسعك ذلك ، ومثله قوله : { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } [ القصص : 56 ] قرأ الجمهور بإضافة هادي إلى العمي . وقرأ يحيى بن الحارث ، وأبو حيان : " بهاد العمي " بتنوين هادٍ . وقرأ حمزة : { تهدي } فعلاً مضارعاً ، وفي حرف عبد الله : " وما أن تهدي العمي " . { إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا } أي ما تسمع إلاّ من يؤمن لا من يكفر ، والمراد بمن يؤمن بالآيات من يصدّق القرآن ، وجملة { فَهُم مُّسْلِمُونَ } تعليل للإيمان ، أي فهم منقادون مخلصون .

/خ82