قوله : { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ } ما كان لقوم إبراهيم المشركين من حجة أو برهان على صدق عبادتهم إلا السفه والحماقة والتعصب . إنهم لا يملكون أيما دليل يقولونه لإبراهيم ؛ إذ دعاهم إلى عبادة الله وحده وأراد تبصيرهم بحقيقة هذه الأصنام التي يعبدونها على أنها حجارة صماء لا تضر ولا تنفع ، ولا تعقل ولا تسمع . لم يكن جوابهم إلا أن قال بعضهم لبعض : { اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ } وذلك جواب المستكبرين العتاة الذين أُفرغت أذهانهم من كل منطق أو حجة فما يملكون إلا الخطاب في اغترار وصلف وعجرفة . وذلك هو ديدن الطغاة والمتسلطين المفلسين من الناس ، الذين يستضعفون المؤمنين ويستذلونهم أيما استذلال . وهم إذا خاطبهم أمين رشيد يروم هدايتهم واستقامتهم ؛ انتفخت أوداجهم غضبا واستكبارا وراحوا يتهددون ويتوعدون . وهكذا كان قوم إبراهيم ؛ إذ قالوا فيما بينهم متشاورين متمالئين { اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ } مبالغة في التحريق . فقد ألقوه في نار متأججة مستعرة تأتي على ما يلج فيها ؛ ليصير إلى رماد لولا أن الله أنجاه بفضله ورحمته { فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } لم يتأذَّ إبراهيم من النار ؛ إذ جعلها الله عليه بردا وسلاما . فقد كان في تنجيته من النار دلالات ظاهرة على قدرة الله البالغة ، وعبرة لكل ذي عقل وبصر . وهي عبرة قائمة ، وعظة مكشوفة يتدبرها المؤمنون المصدقون في كل زمان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.