تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُواْ ٱقۡتُلُوهُ أَوۡ حَرِّقُوهُ فَأَنجَىٰهُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلنَّارِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (24)

الآية 24 وقوله تعالى : { فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه } قوله : { فما كان جواب قومه إلا } كذا ليس في جميع الأوقات وجميع المشاهد . ولكن جائز أن يكون هذا ما كان جواب قومه في مشهد إلا كذا ، أو أن يكون { فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه او حرقوه } وإلا لم يحتمل ألا يكون منهم إلا ما ذكر من الجواب ، قد كانت جوابات وأجوبة سواه .

لكن يحتمل ما ذكرنا أن ما كان جواب قومه في مشهد { إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه } [ وهو ]( {[15700]} ) ما ذكرنا في قوله : { فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله } [ العنكبوت : 29 ] لا يحتمل إن لم يكن منهم إلا هذا ولكن [ تأويله ما ذكرنا ]( {[15701]} ) ، والله أعلم .

وقوله/405-أ/ تعالى : { فأنجاه الله من النار } حين ألقوه فيها { إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون } ذكر الآيات في ذلك جائز( {[15702]} ) أن يكون ما ذكر في هذه السورة من أولها إلى آخرها { لآيات } لمن ذكر . وجائز أن يكون في ما ذكر خاصة .

لكن ليس من شيء إلا وفيه آيات من وجوه : آية الوحدانية وآية الألوهية وآية علمه وحكمته وتدبيره وبعثه ؛ فهو آيات .

وقوله تعالى : { لقوم يؤمنون } ذكر الآيات للمؤمنين يحتمل وجهين :

أحدهما : ذكر الآيات لهم لأنهم هم المنتفعون بها دون من كفر .

والثاني : الآيات لهم على المكذبين بها والكافرين ، أي حجة لهم عليهم كقوله : { وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه } [ الأنعام : 83 ] والله أعلم

وقوله تعالى : { فما كان جواب قومه إلا أن قالوا } كذا ، هو صلة قول( {[15703]} ) إبراهيم ، وإليه يرجع ، وهو ما تقدم من دعائه إياهم حين( {[15704]} ) قال : { وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله } الآية [ العنكبوت : 16 ] .


[15700]:من م، في الأصل: و.
[15701]:من نسخة الحرم المكي، في الأصل: ما ذكرت، في م: ما ذكرنا.
[15702]:في الأصل وم: فجائز.
[15703]:في الأصل وم: قصة.
[15704]:في الأصل وم: حيث.