التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُونَ بِشِرۡكِكُمۡۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثۡلُ خَبِيرٖ} (14)

قوله : { إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ } يعني إن تنادوهم مستغيثين بهم عند النائبات فهم لا يسمعون نداءكم ؛ لأن ما تعبدونهم ليسوا غير جمادات لا تسمع ولا تعقل ولا ترى .

قوله : { وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ } أي لو سمعوا نداءكم أو دعاءكم إياهم وفهموا ما تبتغون منهم لما استجابوا لكم وما نفعوكم ؛ لأنهم عاجزون عن نفعكم وكشف الضر والنوائب عنكم . فما ينبغي لكم بعد أن أيقنتم بهذه الحقيقة أن تعبدوا غير الله الخالق المقتدر ؛ فهو المعبود وحده دون سواه من المخاليق .

قوله : { وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ } يبين الله للمشركين الغافلين السادرين في الضلالة والتيه أن هذه الآلهة المزعومة التي عبدتموها من دون الله تتبرأ منكم يوم القيامة منكم ومن إشراككم إياها ، وتتبرأ من أن يكون شركاء لله في الدنيا . ويومئذ يعضكم الندم ويحيط بكم اليأس والخسران فتبوءون بالويل والوبال وسوء المصير .

قوله : { وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } يخاطب الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم قائلا له : إنه ليس من أحد يخبرك يا محمد بمثل هذه الحقائق والأخبار وبما تصير إليه الأمور في الدنيا والآخرة مثل ذي خبرة عليم بذلك . والمراد هو الله سبحانه ؛ فهو العليم الخبير بما يجري وبما هو آتٍ{[3857]}


[3857]:الكشاف ج 3 ص 304 وتفسير القرطبي ج 14 ص 335-336