قوله : { وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } { تزر } من الوزر ، بكسر الواو ، وسكون الزاي ، وهو الإثم أو الحمل الثقيل . ومنه وزر يزر إذا حمل الإثم . والوزارَة : النفسُ المثقلة بالحمل{[3858]} ؛ أي لا تحمل نفس آثمة إثمَ نفس أخرى غيرها . وذلك يوم القيامة . يوم التلاقي والفرار والفزع . حينئذ لا يجير أحد غيره من العذاب ولا يدفع عنه شيئا مما هو نازل به ولا يحمل عنه من الذنب ولو بمثقال حبة من خردل . فما يحمل إنسان من غيره شيئا من وِزْر .
قوله : { وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ } يعني : إنْ تسألْ نفس مُثْقلةٌ بالذنوب والآثام ، من يحمل عنها ذنوبها وآثامها أو بعضا منها فإنها لا تجدُ من يحملُ عنها شيئا منها { وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى } أي ولو كان الذي سألته ذا قرابة منها كأب أو أم أو أخ أو غيره من أولي القربى . فكل امرئٍ يوم القيامة مشغول بنفسه ، مذهول من فرْط همومه وفزعه وما ينتظره من مصير .
وقيل : المراد بهذه الآية أن المرأة تَلقى ولدها يوم القيامة فتقول : يا ولدي ، ألم يكن بطني لك وعاءً ، ألم يكن ثدي لك سقاءً ، ألم يكن حجري لك وطاءً ، فيقول : بلى يا أُمّاه . فتقول : يا بني ، قد أثقلتني ذنوبي فاحمل عني منها ذنبا واحدا ، فيقول : إليك عني يا أُمّاه ، فإني بذنبي عنك مشغول .
قوله : { إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ } يعني إنما يتقبّلُ منك الإنذار والموعظةُ وما جئت به من عند الله ، الذين يخافون ربهم ويخشون عذابه ويوقنون يوم القيامة ، والذين يقيمون الصلاة محافظين عليها مفرطين . وقد خصَّ الصلاة من بين العبادات : بالنظر لأهميتها البالغة ؛ فهي ركن الدين وعماده .
قوله : { وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ } أي ومن تطهَّر من الأدناس والأرجاس والخطايا وخشي الله في نفسه فأطاعه والتزم شرعه وأناب إليه فإنما يعود جزاء ذلك كله على نفسه فهو الفائز والمأجور .
قوله : { وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ } سائر الخلْق صائرون إلى الله ؛ فإليه المرجعُ والمآب ؛ ليجزي كل نفس بما عملت من خير أو سوء{[3859]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.