السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُونَ بِشِرۡكِكُمۡۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثۡلُ خَبِيرٖ} (14)

ثم بين ذلك بقوله تعالى : { إن تدعوهم } أي : المعبودات من دونه دعاء عبادة أو استعانة { لا يسمعوا دعاءكم } أي : لأنهم جماد { ولو سمعوا } أي : على سبيل الفرض والتقدير { ما استجابوا لكم } أي : لعدم قدرتهم على الانتفاع .

ولما بين عدم النفع فيهم في الدنيا بين عدم النفع منهم في الآخرة ووجود الضرر منهم في الآخرة بقوله سبحانه { ويوم القيامة } أي : حين ينطقهم الله تعالى { يكفرون بشرككم } أي : بإشراككم فينكرونه ويتبرؤن منه بقولهم { ما كنتم إيّانا تعبدون } ( يونس : 28 ) كما حكى الله تعالى ذلك عنهم في آية أخرى { ولا ينبئك } أي : يخبرك أي : السامع بالأمر مخبر هو { مثل خبير } أي : عالم به أي : أن الخبير بالأمر وحده هو الذي يخبرك بالحقيقة دون سائر المخبرين به ؛ لأنه لا يمكن الطعن في شيء مما أخبر به بخلاف غيره والمعنى : أن هذا الذي أخبرتكم به من حال الأوثان هو الحق ؛ لأني خبير بما أخبرت به .