ثم بيّن سبحانه حال هؤلاء الذين يدعونهم من دون الله بأنهم لا ينفعون ولا يضرّون ، فقال : { إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَاءكُمْ } أي إن تستغيثوا بهم في النوائب لا يسمعوا دعاءكم ، لكونها جمادات لا تدرك شيئاً من المدركات { وَلَوْ سَمِعُواْ } على طريقة الفرض ، والتقدير { مَا استجابوا لَكُمْ } لعجزهم عن ذلك . قال قتادة : المعنى ولو سمعوا لم ينفعوكم . وقيل المعنى : لو جعلنا لهم سماعاً وحياة فسمعوا دعاءكم لكانوا أطوع لله منكم ، ولم يستجيبوا لكم إلى ما دعوتموهم إليه من الكفر { وَيَوْمَ القيامة يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ } أي يتبرّءون من عبادتكم لهم ، ويقولون { مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ } [ يونس : 28 ] ويجوز أن يرجع { والذين تَدْعُونَ مِن دُونِهِ } [ الأعراف : 197 ] وما بعده إلى من يعقل ممن عبدهم الكفار ، وهم الملائكة والجنّ والشياطين . والمعنى : أنهم يجحدون أن يكون ما فعلتموه حقاً ، وينكرون : أنهم أمروكم بعبادتهم { وَلاَ يُنَبّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } أي لا يخبرك مثل من هو خبير بالأشياء عالم بها ، وهو الله سبحانه ، فإنه لا أحد أخبر بخلقه ، وأقوالهم وأفعالهم منه سبحانه ، وهو الخبير بكنه الأمور وحقائقها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.