الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُونَ بِشِرۡكِكُمۡۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثۡلُ خَبِيرٖ} (14)

إن تدعوا الأوثان { لاَ يَسْمَعُواْ دُعَاءكُمْ } لأنهم جماد { وَلَوْ سَمِعُواْ } على سبيل الفرض والتمثيل ل { مَا استجابوا لَكُمْ } لأنهم لا يدعون ما تدعون لهم من الإلهية ، ويتبرؤون منها . وقيل : ما نفعوكم { يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ } [ أي باشراككم وعبادتكم إياهم يقولون كنتم إيانا تعبدون ] { وَلاَ يُنَبِئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } ولا يخبرك بالأمر مخبر هو مثل خبير عالم به . ويريد : أن الخبير بالأمر وحده ، هو الذي يخبرك بالحقيقة دون سائر المخبرين به . والمعنى : أنّ هذا الذي أخبرتكم به من حال الأوثان هو الحق ، لأني خبير بما أخبرت به . وقرىء : «يدعون » ، بالياء والتاء .