الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُونَ بِشِرۡكِكُمۡۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثۡلُ خَبِيرٖ} (14)

وقال جوبير عن بعض رجاله : هو القمع الذي على رأس الثمرة{[56158]} ثم قال : { إن تدعوهم لا يسمعون دعاءكم } يعني الأصنام لأنها جمادات لا روح لها .

ثم قال : { ولو سمعوا ما استجابوا لكم } أي : لو كان لها روح فسمعت لم تستجب ، إذ هي ليست ممن ينطق وليس كل سامع ينطق . فكيف تعبدون من هذه حاله وتتركون عبادة من خلقكم وأنعم عليكم بتسخير الليل والنهار والشمس والقمر وغير ذلك من نعمه .

قال قتادة : { ولو سمعوا ما استجابوا لكم } أي : ما قبلوا ذلك عنكم ولا نفعوكم فيه{[56159]} .

ثم قال : { يوم القيامة يكفرون بشرككم } أي : تتبرأ آلهتكم التي كنتم تعبدون في الدنيا من أن تكون لله شركاء .

قال قتادة : معناه يكفرون بشرككم إياهم ولا يرضون به ولا يقرون{[56160]} به وهو قوله : { ما كنتم إيانا تعبدون }{[56161]} .

ثم قال : { ولا ينبئك مثل خبير } فالله جل ذكره هو الخبير أن هذا سيكون في القيامة .


[56158]:انظر: جامع البيان 22/125 والمحرر الوجيز 13/164
[56159]:انظر: جامع البيان 22/126 والجامع للقرطبي 14/336 والدر المنثور 7/15
[56160]:انظر: جامع البيان 22/126 والدر المنثور 7/15
[56161]:يونس آية 28