التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡۚ هَلۡ مِنۡ خَٰلِقٍ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ} (3)

قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ } { غير } يجوز فيه الرفع ، لأنه بمعنى : هل من خالق إلا الله . أي ما خالق إلا الله ويجوز فيه النصب على الاستثناء .

وفي الآية يأمر الله عباده أن يذكروا نعمته عليهم وذلك بدوام شكره والثناء عليه لما منَّ به عليهم من وجوه النعم التي لا تحصى ؛ وهي نِعَمٌ كثير وعديدة ومبسوطة ومختلفة ، وهي مبثوثة في كل جوانب الإنسان والحياة .

قوله : { هََلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ } لا يملك أحد أن يبسط للناس شيئا من الرزق أو أسبابه كإنزال المطر من السماء ، وتسخير الرياح اللواقح المبشرات بالخير ، أو إنبات النبات من الأرض . بل الله وحده قادر على ذلك ؛ فهو بذلك جدير بإفراده بالعبادة والتوحيد والإذعان له دون غيره من الآلهة الموهومة والأنداد المفتراة . وذلكم هو الله الخالق الرزاق { لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ } أي كيف تصرفون عن عبادة الله وحده وإفراده دون غيره بالإلهية وكمال الطاعة ثم تتخذون من دونه آلهة أخرى وأنتم تعترفون بأنه الخالق الرازق المقتدر ؟ !