بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡۚ هَلۡ مِنۡ خَٰلِقٍ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ} (3)

قوله عز وجل : { يا أَيُّهَا الناس اذكروا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ } يعني : احفظوا نعمة الله . ثم ذكر النعمة فقال : { هَلْ مِنْ خالق غَيْرُ الله يَرْزُقُكُمْ مّنَ السماء والأرض } يعني : النبات والمطر . قرأ حمزة والكسائي { غَيْرُ الله } بكسر الراء . وقرأ الباقون بالضم مثل ما في سورة الأعراف . والاستثناء إذا كان بحرف إلا . فإن الإعراب يكون على ما بعده . وإذا كان الاستثناء بحرف غير ، فإن الإعراب يقع على نفس الغير . فمن قرأ بالكسر ، صار كسراً على البدل . ومن قرأ بالرفع فمعناه : هل خالق غير الله ، لأن { من } موكدة . ولفظ الآية لفظ الاستفهام . والمراد به النفس يعني : أنتم تعلمون أنه لا يخلق أحد سواه ، ولا يرزقكم أحد سواه .

ثم وحّد نفسه فقال : { لاَ إله إِلاَّ هُوَ } يفعل بكم ذلك { فأنى تُؤْفَكُونَ } يعني : من أين تكذبون ، وأنتم تعلمون أنه لا يخلق أحد سواه .