وحيث بين أن الحمد لله وبين بعض وجوه النعمة المستدعية للحمد على التفصيل أمر المكلفين بتذكر النعمة على الإجمال لساناً وقلباً وعملاً ، ومنه قول الرجل لمن أنعم عليه : اذكر أياديّ عندك يريد حفظها وشكرها والعمل بموجبها . وعن ابن عباس : أن الناس أهل مكة أسكنهم حرمه ويتخطف الناس من حولهم . وعنه أيضاً أنه أراد بالنعمة العافية ، والظاهر تعميم النعمة والمنعم عليهم . ثم أشار إلى نعمة الإيجاد بقوله { هل من خالق غير الله } وإلى نعمة الإبقاء بقوله { يرزقكم } وهو نعت خالق أو مستأنف أو تفسير لمضمر والتقدير : هل يرزقكم خالق يرزقكم ؟ قال جار الله : إن جعلت { يرزقكم } كلاماً مستأنفاً ففيه دليل على أن الخالق لا يطلق إلا على الله عز وجل . وأما على الوجهين الآخرين فلا ، إذ لا يلزم من نفي خالق رازق غيره نفي خالق غيره مطلقاً . وقوله { لا إله إلا هو } جملة مفصولة لا محل لها مثل { يرزقكم } في غير وجه الوصف إذ لو جعلت وصفاً لزم التناقض لأن قولك " هل من خالق آخر سوى الله " إثبات الله ، ولو جعلت المنفية وصفاً صار تقدير الكلام : هل من خالق آخر سوى لا إله إلا ذلك الخالق فلزم نقض الإثبات المذكور مع أن الكلام في نفسه يكون غير مستقيم . { فأنى تؤفكون } أي وكيف تصرفون عن هذا الظاهر فتشركون المنعوت بمالك الملك والملكوت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.