التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ لِلنَّاسِ بِٱلۡحَقِّۖ فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡهَاۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِوَكِيلٍ} (41)

قوله تعالى : { إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ( 41 ) اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } .

أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم الكتاب وهو القرآن . أنزله للناس متلبسا بالحق ليكون هاديا ونذيرا . وليكون رحمة للعالمين ؛ فإنه مناط مصالحهم ومنافعهم في معاشهم على هذه الأرض وفي معادهم يوم القيامة .

قوله : { فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ } أي من اختار الهدى وسلك سبيل المؤمنين المتقين والتزم منهج الله وشرعه فإنما ينفع بذلك نفسه ؛ إذ يستقيم ويرشد فيكون من الناجين المفلحين في الدنيا والآخرة .

قوله : { وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا } أي من زاغ عن صراط الله وتنكّب عن طريقه القويم فتولى مدبرا عن دينه فإنما يبوء بالخزي والخسران ولا يحيق وبال كفره وضلاله إلا بنفسه .

قوله : { وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ } أي لست عليهم بحفيظ فتجبرهم على الإيمان والهدى فما أنت إلا نذير ووظيفتك البلاغ وقد بلغت .