التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغۡنِ ٱللَّهُ كُلّٗا مِّن سَعَتِهِۦۚ وَكَانَ ٱللَّهُ وَٰسِعًا حَكِيمٗا} (130)

قوله : ( وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما ) إذا لم يُجد الصلح نفعا ولم يؤثر في جمع القلوب النافرة وباتت الحياة الزوجية مريرة مستعصية فلا مناص حينئذ من الفراق ، وذلك هو الحل النهائي الوحيد الذي تزول به بواعث النفرة والتشاحن من غير رجاء في الصلاح . وهما إذا تفارقا فإن الله جلّت قدرته سيغني بواسع فضله وكرمه كلا منهما . فعسى بعد ذلك أن يهيء الله للزوج من تسكن نفسه إليها من زوجة جديدة تلائم هواه وطبعه ، وعسى أن يهيء للزوجة كذلك من تطمئن إليه من زوج جديد ليكونا معا زوجين منسجمين متوادين .

وقوله : ( وكان الله واسعا حكيما ) الله الباسط المنّان صاحب الفضل والعطاء الواسع يهيء للعبد من الخير والفضل ما ليس في الحسبان ، وهو سبحانه له في مقاديره حكمة قد نقف على بعض منها أو نجهل منها كثيرا{[843]} .


[843]:- تفسير القرطبي جـ 5 ص 407 وروح المعاني جـ 5 ص 162، 163.