قوله تعالى : ( ولله ما في السماوات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا ولله ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا بصيرا ) .
ذلك إعلان أكبر تقرره هذه الآية ، وهو إعلان صادع مجلجل يخاطب الله فيه الإنسان من خلال كلمات سريعة قصيرة تحمل في مضمونها أعظم مدلول . وهو أن الله جلّت قدرته يملك كل شيء بما في ذلك السماوات ومن فيهن والأرض ومن عليها من خلائق وأحياء وما بين الأرض والسماء من كائنات وأشياء . فالله سبحانه هو المالك الأكبر الذي يهون دونه كل مالك في المالكين ، وهو الغني الأكبر الذي يصغر دونه كل غنيّ . ذلك مدلول أساسي عظيم تحمله الآية ليعلم العبد أن الله هو القادر وأنه الغني بإطلاق وأنه مالك الكون كلّه أو الوجود كله .
هذا الإله الخالص الكبير المبدع جدير بالعبادة كلها وهو سبحانه قمين بأن يتّقيه الخلق جميعا وأن يوجلوا منه وجلا شديدا . وبذلك فقد وصّى الله هذه الأمة والأمم الخالية أن يتّقوه وحده من غير شريك . ولئن قارفوا شيئا من كفر بعد هذه التوصية وذاك الإعلان فإنه سبحانه لا يعبأ بهم جميعا ؛ لأنه غني عنهم فهو مالكهم ومالك غيرهم من سموات وأرض وغير ذلك من خلائق . فمن يملك مثل هذا الملك الهائل المطلق قمين ألا يعبأ بالناس كافة ، سواء آمنوا أو ارتكسوا في الكفر ؛ ولذلك قال سبحانه : ( وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.