وقوله تعالى : { وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته } أي الزوجان إن تفرقا لما لم يقدر ( الزوج ){[6640]} على التسوية بينهن{ يغن الله كلا من سعته } المرأة تتزوج آخر ، والرجل ( يتزوج ){[6641]} بامرأة أخرى . ويحتمل { يغن الله كلا من سعته } لأن كل واحد منهما ، وإن كان غنيا بالآخر في حال النكاح فالله قادر على أن يغني كل واحد منهما ، وإن كان غنيا بالآخر في حال النكاح فالله قادر على أن يغني كل واحد منهما بعد الافتراق كما كان يرزقهما {[6642]} قبل الفراق .
وفيه دليل قطع طمع الارتزاق من غير الله ، وإن جاز أن يجعل غيره سببا في ذلك لأنه قال عز وجل : { وإن يتفرقا يغن الله } ليعلم كل أن غناه لم تكن بالآخر حن وعد لهما الغنى . وكذلك في قوله تعالى : { وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين } إلى قوله تعالى : { إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله } ( النور : 32 ) دليل قطع طمع ارتزاق{[6643]} بعضهم من بعض في النكاح لما وعدلهم الغنى إذا كانوا فقراء .
وفيه وقوع الفرقة بينهما بالمرأة بالمكنى من الكلام لمشاركتها فيه ، وإن كان الزوج هو المنفرد بالفراق ، لما أضاف الفعل إليهما بقوله تعالى : { وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته } وكذلك قوله تعالى : { فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن } ( البقرة : 231 ) والله أعلم .
وفيه دليل لزوم النفقة في العدة لأنه ذكر الافتراق : إنما يكون بانقضاء العدة . ثم أخبر عز وجل عن غنى كل واحد منهما بالآخر قبل الفراق . دل أن للمرأة غنى بالزوج ما دامت بالعدة ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { وكان الله واسعا حكيما } قيل{ واسعا } جوادا ، وقيل : { واسعا } يوسع كل منهم رزقه{ حكيما } حكم{[6644]} على الزوج إمساكا بمعروف أو تسريحا بإحسان ، وقيل : { حكيما } حين حكم فرقتهما .
وأصل الحكم أن يوضع {[6645]} كل شيء موضعه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.