بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغۡنِ ٱللَّهُ كُلّٗا مِّن سَعَتِهِۦۚ وَكَانَ ٱللَّهُ وَٰسِعًا حَكِيمٗا} (130)

ثم قال عز وجل : { وَإِن يَتَفَرَّقَا } يعني الزوج والمرأة { يُغْنِي الله كُلاًّ مّن سَعَتِهِ } يعني من رزقه . وقال مجاهد : يعني الطلاق . وروي عن جعفر بن محمد أن رجلاً شكا إليه الفقر فأمره بالنكاح ، فذهب الرجل وتزوج ثم جاء إليه فشكا إليه الفقر ، فأمره بالطلاق ، فسئل عن ذلك فقال : أمرته بالنكاح . وقلت : لعله من أهل هذه الآية { وَأَنْكِحُواْ الأيامى مِنْكُمْ والصالحين مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِن يَكُونُواْ فقراء يُغْنِهِمُ الله مِن فَضْلِهِ والله وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [ النور : 32 ] فلما لم يكن من أهل هذه الآية . قلت : فلعله من أهل هذه الآية ( وإن يتفرقا يغن الله كلاًّ من سعته ) وروي عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ : { فَتَذَرُوهَا كَأَنَّهَا مسجونة } ثم قال : { وَكَانَ الله واسعا } يعني واسع الفضل { حَكِيما } حكم بفرقتهما وتسويتهما .