التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{لَهُۥ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُۚ إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (12)

قوله : { لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } { مقاليد } جمع مقليد ، وهو المفتاح{[4088]} أي بيده مفاتيح السماوات والأرض أو خزائنهما . فهما في قبضته وتحت قهره وسلطانه .

قوله : { يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ } أي يوسع الله الرزق من فضله على من يشاء من عباده ، فيزيد له في الخير والبسطة { ويقدر } أي ويقتِّر على من يشاء منهم فيضيِّق عليه ويفقره .

قوله : { إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } الله عليم بمن يصلحه البسطة في الخير والسعة في الرزق ، ومن يفسده ذلك . ويعلم من يصلحه التقتير والتضييق في الرزق ، ومن يفسده ذلك . إن الله لذو علم بذلك كله ؛ فهو سبحانه خالق الإنسان وهو عليم بحقيقة طبعه ، بل هو أعلم بالإنسان من نفسه ويعلم ما يصلحه من الغنى أو الفقر{[4089]} .


[4088]:مختار الصحاح ص 548
[4089]:تفسير القرطبي ج 16 ص 8-9 وتفسير الرازي ج 27 ص 151 وتفسير الطبري ج 25 ص 8 وتفسير ابن كثير ج 4 ص 108.